الأحد، 18 سبتمبر 2016

السَّرَابُ / بقلم الشاعر / رسام الشرود

السَّرَابُ

عُلِقْتُها فعُلَّقَتْ غَيْري وَغَرَّهَا الأملُ
وَعُلِّقَ امْرأةً أخْرى ، ذلِكَ الرَّجُلُ
آهٍ ، كيْفَ الغَرامُ اسْتَخَفَّ  بأهْلهِ
قدْ عُلِّقَتْني التِي بِهاَ تَعَلَّقَ  الرَّجُلُ
لوْ أنَّ  فاتِنتِي هَوَتْ علَيَْ  بِوُدِّها 
وضَمَّتْهُ مَنْ يَهْواهَا ، تَحَقَّقَ الأَمَلُ
لكِنَّما هِيَ نارُ الغَرامِ ، لَمّا نَشَبَتْ 
اكْتَوتْ  لَنا بِهَا الصُّدورُ ،  وَالْمُقلُ 
كالبُرْكانِ  ،تَشُقُّ الأرضَ فَوْاهَتُهُ
لا السَّهلُ يَنْجو مِنهَا ، ولاَ الْجَبلُ
يا فاتِنَتي  ،هَواكِ لَيْسَ يُنْصِفُني
لا وِصالٌ بهِ، ولاَعِتْقٌ مِنهُ يُحْتَملُ
فالنَّخْبُ فِي عيْنيْكِ، حِينَ أَرْشُفُهُ
كالسُّمٌِ الَزٌُعافِ مَزِيجٌ مَذَاقهُ العَسَلُ
ألاَ وَيْلُمِّ الْعاشِقينَ ألاَ وَيْلُمِّ عِشْقِهِمُ
وَهْمٌ زائِفٌ،سَرابٌ، لاَ حَظٌّ ولاَ أمَلُ
تَلْقاهُمُ ، إذَا مَا أَلمَّت بالْقَلبِ كاظِمَةٌ
نارُ الشَّوقِ تَزدَادُ كَيًّا  بِحَرِّها  العِلَلُ
هَذا جَزاءُ مَنْ لاَ يَنآى بِهِ  ناظِرُهُ
فالهَوَى نَصْلُ سَهْمٍ تَرْمِى بِهِ الْمُقلُ
فاحْذَرَ ،إنْ بُلِيتَ لاَ تَقْرَبَنَّ فاحِشَةً
إنَّ الفَواحِشَ أصْلاً فِي مَهْدِها غَزَلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق