"أب عربيد"
جلست إلى مكتبها وانهمكت في إصلاح الامتحانات. كانت الفرحة تتراقص بين كلمات التلاميذ وهم يصفون فرحة العيد.
أحمد، أريد قهوة مرة ودافئة، ثم أمسكت الورقة بشدة وواصلت قراءة إمتحان أحد التلامذة.
ارتعشت يداها وعضت شفتها السفلى وتناثر سواد كحل عيناها بين الكلمات وخيمت غيمة استياء على جسد الورقة.
القهوة يا حبيبتي كما طلبت،
ارتجفت يداها وسال القليل من القهوة على المكتب، فهمت تمسحها بيد واحدة واليد الأخرى متمسكة بالورقة.
أطفال الحي يلعبون بأكباشهم وقد ملؤوا المكان صخبا، وأنا جالس في غرفتي ،مسجون بين الحيطان، حزين يا معلمتي ولا أعرف للعيد طعما، فعندما تتضوع رائحة الشواء من منازل الجيران تعلو عربدة أبي ، يعود يترنح فيشتمنا و يضربنا، إنها صورة تتكرر كل يوم. فأي فرحة تريدين أن أصف؟
احتضنت زوجها والعبرات تخنقها، واختفت في أحضانه كالطفلة ثم أجهشت بالبكاء ووشوشت في أذنه.
رسم على جبينها قبلة وربت على كتفيها مؤيدا ما قالته.
ناهد الغزالي تونس
جلست إلى مكتبها وانهمكت في إصلاح الامتحانات. كانت الفرحة تتراقص بين كلمات التلاميذ وهم يصفون فرحة العيد.
أحمد، أريد قهوة مرة ودافئة، ثم أمسكت الورقة بشدة وواصلت قراءة إمتحان أحد التلامذة.
ارتعشت يداها وعضت شفتها السفلى وتناثر سواد كحل عيناها بين الكلمات وخيمت غيمة استياء على جسد الورقة.
القهوة يا حبيبتي كما طلبت،
ارتجفت يداها وسال القليل من القهوة على المكتب، فهمت تمسحها بيد واحدة واليد الأخرى متمسكة بالورقة.
أطفال الحي يلعبون بأكباشهم وقد ملؤوا المكان صخبا، وأنا جالس في غرفتي ،مسجون بين الحيطان، حزين يا معلمتي ولا أعرف للعيد طعما، فعندما تتضوع رائحة الشواء من منازل الجيران تعلو عربدة أبي ، يعود يترنح فيشتمنا و يضربنا، إنها صورة تتكرر كل يوم. فأي فرحة تريدين أن أصف؟
احتضنت زوجها والعبرات تخنقها، واختفت في أحضانه كالطفلة ثم أجهشت بالبكاء ووشوشت في أذنه.
رسم على جبينها قبلة وربت على كتفيها مؤيدا ما قالته.
ناهد الغزالي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق