الأحد، 23 أكتوبر 2016

الربيعُ العائدُ / بقلم الشاعر / رسام الشرود

الربيعُ العائدُ

أَطَلَّ الرَّبيعُ مِن شُرْفَتِي ،
ومَضَى يَخْتالُ  بَيْنَ الْحُقُولِ ،
فاسْتَبْشَرتْ بِعَوْدَتِه الْغَبْراءُ .
اِنْشَقَّ عَنْ أديمِ الأرضِ رَبيعُها،
فالكونُ مُبْتهِجٌ حوَالَينا ،
وَالْحياةُ بَهاءُ .
وبَدا السُّنُونُو يَحلقُ في ذُراهَا ،
بَعْدَ طُول ِالغيابِ،
تُبَارِكُ مَقْدَمَهُ السَّماء ُ. 
وغَرَّدَ الْعُصْفُورُ ،شَدْواً بِطَلْعَتِهِ ،
وَٱفْتَرَّ فَمُ الدُّنْيَا...
وَقَدْ خَضّبَتْ مَداهَا  الخُضْرَةُ الْغَنَّاءُ .
وسَرى في الْغابِ لِلْحياةِ ذَبِيبُها ،
وَجَرَتْ بَيْنَ الحُقولِ  جَداوِلٌ...
يَفِيضٌ  شَوْقاً ، مِنْ جَوْفِها الْماءُ .
فٱنْتَشَتْ خِرافُ الرَّاعِي...
وَ راحَ يَشْدُو  بِشَبَّابَتِهِ ، 
لَحْناً طَروباً ...
تَراقَصَتْ مِنْ سِحْرِهِ  الأَرْجاءُ .
وَحانَ مَوْعِدُ الطُّيرِ ،
فَالْتَفَّتْ حَولَ الدٌَوالي تَبْنِي أَوْكَارَهَا ،
 عُشّاً فَعُشّاً ، وَيَكْتَمِلُ الْبِناءُ .
وَتهادىَ الْعاشقونَ  بَيْنَ الرُّبَى ،
تُسْبيهِمْ ، في الْهَوى ، سَكْرَةِ الْمُنَى ،
وَالْكونُ حَوالَيْهم  بَهْجَةٌ وسَناءُ.
فيُفْضيِ لِلرَّبيعِ ، كُلٌّ  لَواعِجَهُ...
 ويَذوبُ لَظَى الأشْواقِ،
في غَمْرَةِ الأَفْراحِ...
 ويَنْسَجِمُ اللِّقاءُ .
والشِّعْرُ ...يا وَيْحَ النٌَاظِمينَ لهُ ،
اَنْسابتُ  كالسَّلسَبيلِ  قَصَائِدُهُ...
فََتَعَطَّرَتْ بِفَيْحِهِ الأجوَّاءُ . 
هكذا َتَمْضي الْحياةُ  بِرِفْقٍ...
لَيْلُها كَنهارِها ، والخِصْبُ يَملؤُها ،
وتَكتسي رَوْنقَها  الأشياءُ .
فَيخْتلي حُلْوُ الفُصولِ بحُسْنِهِ
يَزهُو بِهِ في الكائناتِ ،كأَنَّمَا... 
مَلِكً يُدَبِّرُ امْرَهُ كَيفَ يَشاءُ . 

 للشاعر المغربي
رسام الشرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق