كانت والموتُ صديقينْ ... شعر رفعت المرصفى
إلى روحها الطاهرة التى ستبقى متألقة فى ذاكرتى مادمت حيا ...
---------------------------------------------
فى " مشْـفى الساحلِ "
فى طابقهِ السابعْ
كانت ترقدُ ....
تتأملُ وجهَ الموتِ بجانبها
والألمُ رقيقٌ حينا /وحريقٌ أحياناً
كانت ترقدُ ..صامتةً كالنهرْ
صامدةً كالبحر/رائعةً كالصبرْ
كانت تتأملُ وجهَ الموتِ بجانبها
فيدورُ حوارٌ بينهما
- ماذا تنوى أن تفعلَ بى ؟
......
- ومتى تأتِينى
......
- أنا لا أخشاكْ
بل أخشى أن أتركها الآنْ
" أســماء " هى آخرُ ما أرجوهُ من الدنيا
هل تمهلُنى لآراها للحُلم تُـزفْ ؟
.....
فابتسمتْ ..... بحياءْ
كان حوارٌ ما يجرى بينهما
- أنت قريبٌ منى
- أعرفُ ذلكْ
- أنا لا أخشاكْ
- تعرفُ ذلكْ
- لكنْ " أسماء " هى آخرُ ما أرجوهُ من الدنيا
- هى أروعُ تُفـّاحاتِ القلبِ المُضْنى
- هل تفهمُنى
- .........
فابتسمتْ ثانيةً
كانتْ والموتُ صديقينِ حميمينْ
يأتيها ويروحُ / يحادثها وتحادثهُ
يلقاها كحبيبٍ يغمرها بالأحضانْ
يحملُ معهُ الأزهارَ /الأخبارَ /الأسرارْ
كان حديثُ الموتِ شهيًا معها كالأمصالْ
هل كان الموتُ يناشدُها أن تختارْ ؟
لا أحد يدرى ...
هل أخذت وعدا منه بأن يستأخرها ؟
هل باتت تعرف موعدها ؟
لا أحدٌ يدْرى ...
فهناك تماسٌ ما بينهما
وحديثٌ ما بينهما ...
كانت تتأملُ وجهَ الموتِ بجانبِها
والألمُ شريدٌ حينًا /وشديدٌ أحياناً
وإذا باغتَها....
تأخذُ عينيها للجهةِ الأُخرى
رافضةً أن نتألمَ معها
كان الألمُ فخورا بشجاعتها ... وبعزّتِها
كان يهاجمُها فى استحياءْ
وعبواتُ الأدويةُ تُجاورُها
وتحاورُها .... وتخفّفُ عنها
وإذا ما دبَّ الصمتُ ... تُهدهدُها
وتنادِيها ..... لتنــــام مْ مْ مْ
وعلى صرخات اليوم التالى
تستيقظُ ... تتأملُ وجهَ الموتِ بجانبِها
صامتةً كالنهرْ... صامدةً كالبحرْ
رائعةً كالصبرْ
كانت .... والموتُ .... صديقينْ ....
------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق