السبت، 5 نوفمبر 2016

شجرة التوت الحزينة / بقلم الشاعر / عاطف عبد الله

شجرة التوت الحزينة 
.........................قصة قصيرة بقلمي الكاتب عاطف عبد الله 
بقطرات من الماء تخالطها  زخات من دموعها المنهمرة علي خديها تسكبها علي شجرة التوت الصغيرة التي أكملت عامها الأول منذ أن زرعتها علي قبره ...ويال غرابة القدر لقد أكمل عامه الاول   في العالم الآخر مع شجرة التوت في نفس اليوم الذي تحتفل فيه بعيد ميلاده السابع والعشرين ....مضي العام الأول والفراق يئن في داخلها كأنين مالك الحزين في صمته لم تكن تتخيل أن ما حدث ...قد حدث ...كيف ذلك ؟ تتساءل تبكيه ..تكاد تنبش في أحشاء القبر لتكون في أحضانه التي لم تنعم بها الا قليلا ..جلست علي حافة القبر وهي تتلفت يمينا ويسارا وتنظر الي الخلائق الزائرين كل لفقيده من اسفل نظارتها السوداء ثم تعود اليه بكل حواسها لتحاكيه عله يتذكر .....( .حبيبي ....هل تتذكر يومنا الأول حينما غرقت عيناي في عينيك الصافيتين كليل حريري بازغة نجومه اللامعة .....يومها أسرتني من أول نظرة ففقدت يومها الادراك بنفسي الا عندما استكانت راحتي في دفء راحتيك حينها قبلت يدي كفارس نبيل غرس في قلبي سهمه الفضي ثم مضي مبتسما ...ثم توالت الليالي الطويلة بعد الفراق الاول ...ذقت فيها ويلات السهاد وكاد قلبي يتحطم من البعاد حتي التقينا من جديد كنت  كالمجنون حين احتضتني وطرت بي في سموات عشقك ...دغدغت أحاسيس الأنثي في داخلي جعلتني أتعبد في محرابك كيف يكون العشق ..ولما اقترب الفراق ثانية قلت لي ( حبيبتي سأنتظرك في المرة القادمة عروسا تختال بين العرائس كأبهاهن ....سأكون في انتظارك في عشنا الصغير الذي بنيته لك  تزينه أغصان الزينون وتضيئه مشاعر وجدانينا المشتعلة وتدفئه نبضات قلبينا ....) ثم طبعت علي خدي بقبلة أخجلتني فاحمر لها خدي واشتعل جسدي بحرارة لم أعهدها من قبل ....وافترقنا ...ورحت أجهز أغراضي كعروس تتلهف للقاء عريسها وحين وطأت قدماي أرض المطار نظرت حولي فلم أجدك الجميع ينظر لي فانا عروس تزينت لعريسها أين العريس ؟ الكل يتساءل معي ؟ أين عريسي ؟  أين أملي ؟ أين حلمي ؟  أين كل حياتي ؟  تسارعت دقات قلبي ....تطايرت طرحة فرحتي من علي رأسي .....تحطم تاج حياتي حين أتتني أمك المسكينة وهي تحتضنني وتقطع قلبي الي أشلاء حين غمدت في صدري   خبرا أسودا قائلة ( لقد استشهد عريسك بالأمس ) اخترقت قلبه الرقيق رصاصة الغدر من الكلاب الصهاينة ....وقتها ما شعرت بنفسي   الا وانا أطلال فتاة كانت تحلم حلما شرعيا فاغتالتها رصاصة لم ترحم فرحتها فتوقف قلبها وهو ينبض ...انها نبضات للانفاس فاقدة لكل احساس بالحياة ...وها أنا اليوم أمامك يا أجمل نبضات عمري التي رحلت معك ..  اني أعاهد أنني سآتيك كل عام لنحتفل سويا بعيد زفافنا الذي لم يتم ..انني عروس أزف اليك كل عام ......انتظرني في العام القادم ...تترك قبره الي سيارتها السوداء ثم تعود الي وطنها غارقة في حزن شديد ...تمر الأيام فتشعر بآلام شديدة في صدرها علي الفورتتوجه الي طبيبها  الذي طلب منها تحاليل مكثفة ليخبرها  أنه تردد كثيرا في البوح بحقيقة كانت غافلة عنها ....طلبت منه أن يكون صريحا معها ...فأخبرها بأن السرطان في أولي محاولاته لنهش أحد ثدييها فلابد للخضوع للعلاج المكثف ...هنا تبسمت ..ثم تحولت الابتسامة الي ضحكات عالية هيستيرية ..تمابلت لها حتي كادت أن تقع علي ارض غرفة الكشف لولا انها تماسكت ثم ألقت بجسدها الي أقرب كرسي وراحت في بكاء مرير ....وتمر السنوات  وتشفي من عضالها   وتعود للحياة مرة أخري وهاهي الان تمشط شعر طفلتها الشقراء الجميلة وها هو طفلها الآخر يأتيها مسرعا وفي يده صورة صغيرة وهو يفول ( ماما شوفي لاقيت ايه ...) فتأخذها بلهفة لتسقط من عينيها دمعتان   لقد كانت صورة الماضي الذي لم ولن يفارق قلبها أبدا ...ثم تضعها في صدرها طابعة قبلتان احداهما علي خد ابنتها والاخري علي خد ابنها ثم تغادر غرفتها وهما متعلقان في يديها كفراشتين تسبحان في سعادة بريئة .                                    .............................
تحياتي لكم من القلب 
الكاتب والشاعر 
عاطف عبد الله 
.....................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق