الأحد، 28 أغسطس 2016

عجرفة كعب هش / بقلم الشاعرة/ رشيدة محداد

قصة قصيرة

عجرفة كعب هش

اكتشفت أنها امرأة لم تصنع الدهشة...بل امرأة تسير على خطى دهشة مسبوقة الدفع.. لشاعرة  يتحدى  كعبها الأحمر دروبا مليئة بالحفر..دروب كانت تعريها من دهشة الأصابع والحبر..والورق...لتلبسها  لصاحبة الشال الرمادي...والكعب الأحمر العاجي! الشاعرة "سهام"
اتفقتا على أن تلتقيا بالمعرض الدولي للفرس بمدينة الجديدة على أن تتبادلا نسخا من دوانيهما الأخير ...
مسافة كانت كافية لعائشة كي ترتب شيئا من أناقة الحروف برأسها ...!
"عائشة" النحيفة..كانت تتعثر بمشيتها محاولة التأقلم وكعبها ذو الأنف المتعجرف.. مسافة تباهي وتربة ! لا تلبت أن تستعيد قامتها المتهاوية  المهترئة..أمام ناظري صاحبة الشال الرمادي "سهام"  التي كانت تجلس بإنتظارها بمقهى المعرض..ولسان حال الأولى  يقول بامتعاض :
تسبقني حروفها..يتسع جسدها لأرطال اللحم الهاربة مني،يسبقني الوقت بمعصمها..يسبقني كعبها بمسافة بلاط وبهاء..وهاهي ذي تجلس وقدري الخائب بتواطؤ منهما ..وهاهو ذا غلاف ديوانها يلبس من الحياة عنوانها العريض ..بداية تبدأ منها وتنتهي عند أقدامها..سيدة القدر الشاعرة "سهام"
ويبتسم كعب عائشة لكعب سهام الأحمر عاشقا حالما ..فيسقطها أرضا بمسافة خيبة وخذلان أمام طاولة لا يلعب فيها إلا مروضوا الفرس الأصيلة..وتتناثر أوراق روايتها الهشة..تحت صهيل خيول هاربة !

رشيدة محداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق