السبت، 30 يوليو 2016

مطلقة / بقلم الشاعر / محمد غادر

...مطلقة...
عاد الفجر إلى بيتنا...
وعاد معه السكران..
وابتدأنا...
جلسة التعذيب ...
الصراخ يعلو في أرجاء المكان...
وابتدأت ألف بوجهي على كل الجدران...
ضرب باليدين حينا وبالرجلين أحيان ...
وعبارات شتم وتأنيب...
كأن من زوجني له أوصاه...
إعتبرها كيس للتدريب....
إعتبرها عبدة في بيتك...
إفعل بها ما تشاء... 
ولو زادت في النحيب...
قضيت العمر في البكاء....
وما زاد الدمع إلا أدمعي...
والوجع يئن بين أضلعي ...
والطنين يغرق في مسمعي...
عينيا تحرقني ويزداد اللهيب ....
كدمات غطت جسمي من كل اﻷلوان...
بعضها حمراء وأخرى زرقاء... 
وبعضها بقيت معي حينا فغدت سوداء...
لم أعد أعرف رسمي...
أنظر في المرآة 
من أنا؟؟ نسيت إسمي...
لقد عاد السكران...
من كنت أسميه حبيب...
وظننت أن العمر معه سيطيب...
ابتدأ بجلسة التعذيب...
لكنني اليوم تغيرت... 
لم أعد نفس المراهقة لقد كبرت...
وكبر كرهي له لقد تغيرت...
فليضرب أنى يشاء... 
بعد اليوم لا دموع...
تعبت من البكاء..  
بعد اليوم لا رجوع..  
ابدا" للوراء...
تريد أن تثبت رجولتك بضربي؟؟
سأثبت لك أني حواء 
وانك لست رجلاً ولو اسلت الدماء...
الرجولة لم تكن يوماً أن تستقوي على الضعيف....
وأن تهوي بعضلاتك على جسدي النحيف...
الرجولة أن تحميني...
الرجولة أن تداريني...
لكنك لﻷسف لست من الرجال...
ولا تتمتع منها بأي خصال...
جروحي ستشفى... 
وروحي ستشفى... من هذا الداء 
وسأثبت لك اني قوية...
لا ... لم اعد اهتم ﻷمرك...
سأثبت لنفسي بأني سوية...
بعد اليوم لا عودة للوراء...
اضرب انى تشاء...
لن أهينك كما تفعل... 
ولن أشكو لرب السماء...
زمن العويل إنتهى وجف ألبكاء...
سأخلعك من حياتي...
سأمحو معك ذكرياتي...
سأثور على ظلمك وأعيد ترتيب ملفاتي...
ولن تكون فيها...
سأنطلق من جديد إلى الحرية...
مبتعدة عن العادات القبلية...
وإن قالوا مطلقة لا يهم
صفة لا أنفيها...
طالما أن كرامتي معي...
وحياتي لست فيها...
سيعود لي نيسان...
وستعود إلى خمرتك أيها السكران...
يا ظل رجل وبقايا إنسان.
                                             ...محمد غادر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق