الأحد، 30 أكتوبر 2016

أمْشِيْ عَلى الشَّوكِ / بقلم الشاعر / ربحي الجوابره

أمْشِيْ عَلى الشَّوكِ قَدْ ضَاقَتْ بِيَ السُّبلُ
وَأحْمِلُ الهَمَّ عُكَّازاً وأرْتَحلُ

أفَصِّلُ القَهرَ أثوابَاً عَلىْ جَسَديْ
هَلْ تَحْمِلُ الحُزنَ مِثلَ القَلبِ يَا جَبلُ

الحُزنُ كأسيْ بكلِّ العُمرِ أشْرَبهُ
حَتَّى ارتَويتُ وَمِنْ كأسِ الأسَىْ ثَمِلُ 

فِيْ القَلبِ جُرحٌ مِن الهجْرانِ عَنْ وَطَنيْ
فَكيْفَ يَا دَهرُ هَذا الجرحُ يَنْدَمِلُ

تنهّدَ القلبُ والأعْصابُ نَاضِبةٌ
فيْ جَوفهِ النَّارُ إنَّ القَلبَ يَشْتَعلُ 

قَدْ صِرتُ فيْ الغُربةِ العَمْيَاءِ مُكتَئِباً
كأنَّ شَمسَ الضّحىْ بالليْلِ تَكْتَحِلُ

إنَّ الحَنينَ يَبوحُ الوَجدَ مُنْتَشِياً
كأنَّ قَلبيْ أمامَ الأرضِ تَمْتَثلُ 

أوَّاهُ يَا دهرُ كَمْ فيْ القلبِ منْ وجَع ٍ
أراوغُ الوَجدَ والأشْواقُ تَتصلُ 

لا شَمسَ فَوقَ الثّرى لا ضَوءَ فيْ أفقيْ
والليْلُ أضْحىْ عَلىْ الشَّهباء يَا رُسلُ

قَدْ شابَ عُمْرِيْ وَروحيْ فِيْ المَدىْ يَبِسَتْ
أتَحسِبُ العُمرَ والأيامُ تَنْفَصِلُ

كلّ الدّهورِ مَضتْ حُزْناً عَلىْ جَسَديْ
والأهلُ فَوقَ ضلوعِ القَلبِ قَدْ رَحَلوا 

كَتَبتُ شِعراً يُواسِيْ مُدْنَفاً كُلِمَا
فَمَا اسْتَقامَ قَصيدي كُلّهُ زَللُ

فَكيفَ يَا شِعرُ منْ اتْقَانِ قَافِيةٍ
والعَقْلُ حَيرانُ قَدْ ضَاقَتْ بِهِ الجُمَلُ

أقلِّبُ العَيْنَ صَوبَ الشَّمسِ رَاجِفةً
غَفَا الضِّياءُ وَيَأبَىْ الليلُ يَنْسَدِلُ

أوّاهُ يَا جَمْرَةَ الأشْواقِ فِيْ كَبِديْ
النَّارُ فيْ الرّوحِ والأعْصابُ تَنْفَعِلُ

فَضاقَ صَدْرُ الرّؤىْ يَا صُبحُ مِنْ غَسَقٍ
كأنَّ حُلْمَ الصِّبَا بالشَّيبِ مُنْشَغِلُ

حَتَّىْ بَدا الدَّمْعُ فِيْ الأحْداقِ مُخْتَمراً
الحُزنُ فِيْ العَيْنِ للأحْدَاقِ يَنْتَقِلُ

كَأنَّ لا فُرْجَةً فيْ الأرْضِ مُقبِلةٌ
والقَلبُ مَا عَادَ مِنَ الهجْرَانِ يَحْتَملُ

تَعبْتُ يَا أمّتيْ فيْ غُرْبَتيْ ألَمٌ
تَعِبْتُ يَا أمّتيْ مَا زَارَنِيْ الأمَلُ

بقلم الشاعر / ربحي الجوابره



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق