الأحد، 30 أكتوبر 2016

حين تطرق الأبواب / بقلم الشاعر / الطيب جامعي

حين تطرق الأبواب ينكمش الكبار قبل الصغار. ينحشرون في زوايا عواطفهم يتدثرون ، يلتحفون دفء المشاعر .
و تعزف على أوتار الأبواب و النوافذ لحن العطاء ،فيستمعون 
و يطربون متوجسين. تدغدغ أفئدتهم همساتها الرخوة فتلبن 
و تنبسط ، و تفيض حبا وهياما.
 تأتي بدون استئذان، و تنصرف بدون استئذان . و لا أحد يلوم أو يتبرم أو يشكو . 
تلك هي الريح المثقلة بالغيث المبشرة بالخير و النماء . ننتظرها بتلهف ، و نوجس منها خيفة .
 مع الريح نعيش لحظات بين الأمل و التوجس، بين التلهف 
و الوجل. 
أمل في غيث يغسل دنس نفوسنا الآسنة  فيذهب مع الريح
 و المياه الدافقة. أمل في ارتواء أمنا الأرض العطشى لقطرات الندى.
و توجس من عنفها الذي يخلخل القلوب قبل الأبواب و النوافذ و يجمد المشاعر قبل الأطراف.
              خاطرة بقلم الطيب جامعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق