كظم الغيظ رؤية شخصية
بقلم . شحات خلف الله كاتب ومحام
كظم الغيظ يَعنّـى حبس الشئ عند الإمتلاء وقد ورد ذكرة فى القرآن الكريم فى العديد من المواضع بذات المعنى فى ظاهرة وآد الفتيات فى الجاهلية عند التبشير بإنثى أو فى الحزن عند سيدنا يعقوب عند فقدان نبينا يوسف علية السلام وفى غيرها الكثير من المواقف الواردة فى كتابنا المُنَزّه عن النقص .
الكثير منا فى حياتنا الإنسانية يتعرض لمواقف كثيرة تدعوا الى الغضب وحالة من حالات تهيّج المشاعر التى تؤدى الى فقدان السيطرة وقد تناولت موضوع الغضب وأسبابه وعلاجة فى بحث مُفصل فى كتابي الأول نبضات مغترب الصادر عن دار الكتب فى عام 2015 وهذا المقال يتناول جزئية كظم الغيظ وعدم التسرع فى الموقف من الزاوية العاطفية ورؤية الأخرين لهذا النمط من الأنماط البشرية .
قد يتم فهم كظم الغيظ بصورة سلبية أمام الطرف الأخر مثل ضعف الشخصية او الطيبة الزائدة عن اللزوم او عدم المقدرة على رد الفعل مما يدفعة الى التمادى فى الإستفزاز ، وهنا ينبغى الرجوع الى النفس وضبط جموحها بالصبر والحنكة والشدّة فى اللين متخذاً سيرة النبي الكريم العطرة معياراً فقد كان يُْلقـى عليه فضلات البهائم وأمعائها وهو ساجداً بين أيادى ربه أو فى الطرقات التى يسير عليها ، وليس نبينا وحده فقد كان كظم الغيظ من شمائل الأنبياء والرسل المُكلفين بتبليغ رسالات ربهم الى البشرية وكذلك حال المصلحين فى كل وقت وحين .
ولا ننّسي قصة ذاك العالم الرشيد الحافظ لكتاب ربه الذى دخل أحد البارات للنصح وبصقت فى وجهه احدى النادلات وكيف كان موقفه من ذلك ، ولا نذهب بعيداً فقد رآينا موقف ابوبكر الصديق رضى الله عنه عندما تم اتهام أُمّنـا عائشة عليها رحمة الله بالزنا من قبل أشخاص كان يُنفق عليهم والتأنيب الربانى بقوله الأ تحبون أن يغفر لكم ..
كظم الغيظ وعدم الإندفاع والتهور فى ردود الأفعال تحتاج الى التمرين والتدريب المستمر فالقوى دوما ليس بالصرعة او القوة الجسمانية بل القوة بالقدرة على التحكم الإنفعالى .
وبإستعمال العقل أيهما اقوى جسدا ؟
الأسد والفيل والزرافة والخيل أم الإنسان .
سبحان الله العظيم قد ميزنا عن سائر المخلوقات بالعقل ، وعند ذهاب العقل فى لحظات الغضب كنا والبهائم سواء .
ولتجعل نصب عَينك دوماً أنك بقدرتك على كظم الغيظ تكون الطرف الأقوى الذى يجعل الطرف الأخر ضعيفاً اجترع من الأخطاء ما يؤدى به الى غياهب الحجرات المظلمة
ختاما
لا تغضب وأكظم غيظك وستكون قادراً على ترويض الطرف الأخر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق